للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرابعة: كان أبو موسى يفتي بما علم مما أرشده نبي الأمة ومعلم البشرية محمد - صلى الله عليه وسلم -، وقد أحسن من انتهى إلى ما سمع، ثم أخبر - رضي الله عنه - بأن عمر بن الخطاب أمير المؤمنين - رضي الله عنه - آنذاك كان يفتي بعدم الإحلال بالعمرة، وأن يظل الواحد منهم على نسكه، فأمسك أبو موسى عن الفتيا وأمر المسلمين بمتابعة إمامهم، وعدم مخالفته فقال - رضي الله عنه -: " يا أيها الناس من كنا قد أفتيناه فتيا فليتئد، فإن أمير المؤمنين قادم عليكم فبه فائتموا ".

الخامسة: كل ما سبق دليل على أنه يجب على المسلم السمع والطاعة لولي الأمر، وعدم الافتيات عليه، أو الخروج عن جماعة المسلمين ومنازعتهم، ولا يعني هذا أن أبا موسى ترك الحق أو تهاون في هذه السنة، لكنه لما علم أن فتياه ستحدث شقاقا ومنازعة وخلافا وفرقة بين المسلمين، ترك ذلك رغبة في اجتماع كلمة المسلمين تحت إمامهم وولي أمرهم الذي لم يأت بأمر جديد، ولم يأمر ببدعة أو فجور، فالقران الذي دعا إليه عمر أحد أنساك الحج الثلاثة، وهو الذي فعله النبي - صلى الله عليه وسلم -.

السادسة: في قول أبي موسى: " فذكرت ذلك له - أي ما كان يفتي به الناس - فقال: إن نأخذ بكتاب الله، فإن كتاب الله يأمر