للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بلباس الدين يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إياكم والغلو (١)» ويقول صلى الله عليه وسلم: «هلك المتنطعون (٢)».

والغلو أو التطرف، تارة يكون في الدين وهذا منهي عنه، وتارة يكون في محاربة الدين وهذا تطرف مقابل، ومعلوم أن هذين طرفا نقيض، والعلاقة بينهما أن كل واحد منهما يغذي صاحبه، فالغلو في محاربة الدين ينتج غلوا في الدين وتنطعا فيه وكذا العكس.

ودين الله وسط بين الغالي فيه والجافي عنه، وأمة الإسلام وسط بين الأمم، والغلاة ليسوا متمسكين بالدين على الحقيقة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمثال هؤلاء: «فمن رغب عن سنتي فليس مني» متفق عليه.

ويقابلهم من أعرض عن الدين بل وحاربه، فهذا تطرف في الجفاء عن الدين، وقد ينتج منه أنواع من الإرهاب الفكري أو المسلح، أو يكون هو سببا في نمو الإرهاب كردة فعل لهذا النهج الخاطئ الضال.

ومن الأسباب: التصور الخاطئ:

وذلك أن من يقوم بمثل هذه العمليات لا يقوم بها إلا بعد إعداد ذهني وفكري، وقد يكون الخلل من هذا الإعداد، فإما أن يكون هو في نفسه جاهلا فيتصور الأمور على خلاف الواقع، أو يكون


(١) سنن النسائي مناسك الحج (٣٠٥٧).
(٢) صحيح مسلم العلم (٢٦٧٠)، سنن أبو داود السنة (٤٦٠٨)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ٣٨٦).