للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الشيخ أبو بكر الحافظ - رحمه الله -: ويحق للمفتي أن يكون كذلك، وقد جعله السائل الحجة له عند الله، وقلده فيما قال، وصار إلى فتواه من غير مطالبة ببرهان ومباحثة عن دليل، بل سلم له وانقاد إليه، إن هذا لمقام خطر وطريق وعر.

قال محمد بن المنكدر: إن العالم بين الله وبين خلقه، فلينظر كيف يدخل عليهم (١). وفى سنن الدرامي " فليطلب لنفسه المخرج " (٢).

أما في عصرنا الحاضر فقد تجرأ كثير من الناس على الفتوى بغير علم، ولا سيما من العوام فيحللون ويحرمون، وما عرفوا أن الفتوى توقيع عن الله بالتحليل والتحريم، فاستخفوا بالأمر واستهانوا به، فأفتوا بغير علم؛ فضلوا وأضلوا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. لقد ورد النهي الشديد عن الفتوى بغير علم كما في قوله تعالى {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} (٣).

قال الإمام الشوكاني - رحمه الله -: أخرج ابن أبي حاتم أنه قال: قرأت هذه الآية فلم أزل أخاف الفتيا إلى يومي هذا. قال قلت


(١) انظر الفقيه والتفقه ج ٢ ص١٦٥، ١٣٨٩ هـ تحقيق الشيخ إسماعيل الأنصاري.
(٢) سنن الدرامي ج١ ص٥٠.
(٣) سورة النحل الآية ١١٦