عن راحلته، فقال: «اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه ولا تمسوه بطيب ولا تخمروا رأسه، فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا (١)».
صلوات الله وسلامه عليه، لم يزل واقفا حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلا وغاب القرص ثم دفع منها إلى مزدلفة وهو يحث الناس على السكينة والوقار، أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء جمعا حين قدم، ثم بات بها، وأذن للضعفة بالرحيل بعد منتصف الليل وصلى بمزدلفة الفجر وذكر الله عند المشعر الحرام ثم انصرف إلى منى فرمى جمرة العقبة، ثم نحر هدية وحلق رأسه فتحلل التحلل الأول وطيبته عائشة رضي الله عنها قبل أن يطوف بالبيت، ثم أتى البيت وطاف به طواف الإفاضة، ثم تحلل التحلل الثاني. فهذه هي أعمال يوم النحر التي يحصل بها التحلل: رمي الجمرة والحلق أو التقصير ثم الطواف بالبيت، ومن قدم شيئا على شيء فنبينا صلى الله عليه وسلم يقول: افعل ولا حرج، فمن رمى وحلق أو طاف بالبيت ورمى وطاف البيت، حل له كل شيء حرم عليه بالإحرام إلا النساء، ومن رمى وحلق وطاف بالبيت حل له كل ما حرم عليه بالإحرام، ثم يبيت بمنى ليلة الحادي عشر والثاني عشر، وأما رمي الجمار في اليومين فإنه يكون بعد الزوال. والرمي ممتد من الزوال إلى طلوع الفجر الثاني.
(١) صحيح البخاري الحج (١٨٥١)، صحيح مسلم الحج (١٢٠٦)، سنن الترمذي الحج (٩٥١)، سنن النسائي مناسك الحج (٢٨٥٥)، سنن أبو داود الجنائز (٣٢٣٨)، سنن ابن ماجه المناسك (٣٠٨٤)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ٣٢٨)، سنن الدارمي المناسك (١٨٥٢).