للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصلاة (١). وهذا ما فهمه الإمام مسلم في إيراده لهذا الحديث في باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة من صحيحه (٢).

وكأن الشيطان في سجود المسلم لربه حال التلاوة يتذكر موقفه عندما أمر بالسجود لآدم فلم يسجد، فهذه الصورة، صورة امتثال المسلم لربه وخضوعه له في كل شيء، وصورة عصيان الشيطان لربه وإعراضه عنه أحدثت للشيطان الكذوب (٣). الحزن والندم على ما كان منه.

أما ما استدل به من يرى الوجوب بأن الآيات جاءت بلفظ الأمر أو الخبر، فلا حجة لهم بذلك لأنه قد وقع الخلاف في التي بصيغة الأمر هل فيها سجود أو لا، وهي ثانية الحج (٤)، وخاتمة النجم (٥)، واقرأ (٦)، فلو كان سجود التلاوة واجبا لكان ما ورد بصيغة الأمر أولى أن يتفق على السجود فيه مما ورد بصيغة الخبر (٧).

قال ابن عبد البر: أي شيء أبين من هذا عن عمر وابن عمر


(١) انظر: أحكام القرآن لابن العربي ٢/ ٨٣١، والجامع لأحكام القرآن ٧/ ٣٥٨.
(٢) انظر صحيح مسلم ١/ ٨٧.
(٣) ورد وصف الشيطان بالكذوب في صحيح البخاري. انظر: فتح الباري ٩/ ٥٥.
(٤) الآية ٧٧.
(٥) الآية ٧٢.
(٦) الآية ١٩.
(٧) انظر: شرح معاني الآثار ١/ ٣٦٠. فتح الباري ٢/ ٥٥٨.