للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلا تزال كذلك حتى يقال لها: ارتفعي. ارجعي من حيث جئت، فترجع، فتصبح طالعة من مطلعها. ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخر ساجدة. . . (١)» الحديث.

والذي يريد أن يعرف كنه كل شيء بعقله القاصر، لا يمكن أن يستوعب فهم هذا الحديث وهو يعلم يقينا أن هذه الشمس إذا غربت في مكان فهي طالعة في مكان آخر، وهكذا هي. فكيف تسجد تحت العرش؟.

لكن المؤمن بقدرة الله على كل شيء وأن الله عز وجل خلق كل شيء وهداه إلى سنن ونواميس خاصة به لا تشاركه فيها كثير من المخلوقات، يؤمن يقينا بسجود الشمس وغيرها من المخلوقات على الصفة الخاصة بها في علم الله -عز وجل - لكننا لا نعرف هذه الكيفية والصفة.

قال النووي: وأما سجود الشمس فهو بتميز وإدراك بخلق الله تعالى فيها (٢) وقال ابن العربي: أنكر قوم سجودها وهو صحيح ممكن (٣) وقال أبو العالية: ما في السماء نجم ولا شمس ولا قمر، إلا


(١) فتح الباري، كتاب بدء الخلق، باب صفة الشمس والقمر ٦/ ٢٩٧. ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان ١/ ١٣٧.
(٢) صحيح مسلم بشرح النووي ٢/ ١٩٧.
(٣) فتح الباري ٦/ ٢٩٩.