للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقع لله ساجدا حين يغيب، ثم لا ينصرف حتى يؤذن له، فيأخذ ذات اليمين (١).

قوله: {يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} (٢) والذين في السماوات مما نعلم الملائكة ومن في الأرض عام في كل من في الأرض من العوالم التي نعرف والتي لا نعرف، ولا يشذ عن هذا العموم إلا من أشرك أو كفر من البشر أو الجن ممن حق عليهم العذاب، وأراد الله له الهوان.

قوله: {وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} (٣) والشمس والقمر والنجوم في السماء والجبال والشجر والدواب في الأرض (٤)، وأفرد هذه المخلوقات بالذكر مع كونها داخلة تحت من في السماوات ومن في الأرض لكونها من أكثر ما عبد من دون الله عز وجل مع أنها مربوبة خاضعة ساجدة لله (٥) فالشمس عبدتها حمير، وعبد القمر كنانة، وعبد بعض النجوم تميم ولخم وقريش وطي وأسد وغيرهم، وعبد كثير من


(١) تفسير الطبري ١٧/ ١٣٠، والدر المنثور، وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، ٦/ ١٨.
(٢) سورة الحج الآية ١٨
(٣) سورة الحج الآية ١٨
(٤) انظر: تفسير الطبري ١٧/ ١٣٠.
(٥) انظر: نظم الدرر ١٣/ ٢٦.