للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أكبر إلى جهود وأعمال، تعين على توضيح حسن المآخذ، وتمييز كل فكر وافد وإدراك أبعاده. حتى تتحصن أفئدتهم، كما يتحصن الجسم باللقاحات عن الأمراض الضارة.

ذلك أن كل من بعد عن الإسلام وتعاليمه، يسوقه الحسد والغيرة، من جهة، والعداوة والإضرار من جهة أخرى، بالإسلام وأهله، فيحرص على تصدير سموم مجتمعاتهم، التي أفسدت شبابهم باتباع الهوى، إلى شباب المسلمين، وبالذات من هم في مرحلة النضج الفكري، وتحمل المسئولية، حتى يجدوا ممن تستهويهم تلك المظاهر، أو تأثر بما جاءه من فكر لم يدرك أبعاده، وضرره على نفسه وعلى أمته، من قد يركن إليهم، ويميل قلبه لفكرهم، فيطمعوا بفساده كما فسد مجتمعهم والتأثر ثم الدفاع عن معسول فكرهم، والله يقول: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} (١)، مع أن تعاليم ديننا نهت عن متابعتهم والركون إليهم: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} (٢).

ومن فسد هانت عليه تعاليم دينه، ومتى تساووا في هذا


(١) سورة البقرة الآية ١٢٠
(٢) سورة هود الآية ١١٣