فإذا كان الحريصون على تنمية الأجسام، وإعدادها للمواجهة، يرعونها تدريبا وتعليما، وملاحقة ولياقة حتى تتهيأ لما أريدت له: رياضيا أو مهنيا، بحسب الحاجة الملحة لكل موقف، كما تضمر الخيول وتهيأ قبل دخولها السباق، أو استعدادها للمعركة.
والجندي لا يدخل المعركة، إلا بعد تمرين على أنواع من الأسلحة. وتعريفه بعض النقاط التي يجب أن يستغلها ضد عدوه، وتبيين مواطن الضعف عند خصمه، وكيفية المواجهة معه.
والسباح لا يسمح له بإلقاء نفسه في اليم، إلا بعد التأكد من قدراته في السباحة، ومتابعة تمريناته على مواقف صعبة في مجاله، والاهتمام بجسمه ولياقته.
وهكذا في شئون الحياة كلها، يسبق كل مواجهة تهيئة ومتابعة، وتأكد من القدرة على الصمود وتحقيق النتائج المطمئنة. . كل هذا خوفا من الخسارة، وضمانا لأثر مادي أو نتائج في الميدان الموجه له. إذا كان هذا لازما فيما هو محسوس، فإن الاهتمام بالشباب، ورعايتهم فكريا، وتحصينهم دينيا، ومتابعة ذلك توجيها، حتى تتسع مداركهم لإدراك مكامن الداء ووصف الدواء، من أهم المهمات التي يجب ألا تقتصر في مراحل الدراسة عامة وفي المرحلة الجامعية خاصة على المنهج الدراسي، والمواد المقررة، التي يعتبرها بعض الشباب للامتحانات فقط.