وماديا: بما يسخرون من وسائل، وما يغدقون من مال، وما يشجعون من بحوث، في سبيل ما يدعون إليه، وما يرجون الوصول نحوه: رصدا وتخطيطا، ومتابعة وتنفيذا. . يتبع ذلك الدراسة واستظهار النتائج.
وإذا كانت الوقاية الصحية، والمحافظة علي البيئة، تقتضي اليقظة والمتابعة، مع الحرص والاهتمام بالتنفيذ، إلى العناية بالسبل والمبادرة في تحصين المجتمع بفئاته: عن كل مرض يطرأ، وفي كل وقت قبل بروز الظاهرة، حتى يتهيأ - بتوفيق من الله - للأجسام حصانة من الأمراض، وللمجتمع وقاية عن الأعراض، التي يخشى منها الضرر، وللبيئة سلامة عن الأوبئة التي تؤثر في المصالح.
هذه الوقاية المطلوبة، يرصدون لها أموالا، ويبذلون لها جهدا، وتحظى بمتابعة ودراسات وتخطيط. .
إذا كان ذلك لازما في الآفات والظواهر التي تمس الفرد في بدنه، والبيئة في محاصيلها، من أجل حماية المجتمع والمحافظة على سلامة أبناء الأمة - والحامي والحافظ هو الله سبحانه -، ولكن هذه الاحتياطات من الأسباب التي أمر الله بها، ووجب الأخذ بها؛ لأن الله جل وعلا قد جعل لكل شيء سببا، يقول سبحانه:{إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا}(١).