فإن الشباب في مراحل دراستهم ونمو حياتهم، كالنبتة عند الفلاح في مراحل نموها، في حاجة إلى حماية عقولهم من كل فكر وافد، وتحصين أفئدتهم عن تقبل السموم التي أفسدت تلك المجتمعات، البعيدة عن الإسلام وتعاليمه، فجاءوا ليوجهوها للمجتمع الإسلامي، بوسائلهم المختلفة، ليفسدوا شباب المسلمين، بما يوجهون لهم من فكر سيئ، وشبهات يغتر بها قليلو الإدراك، سواء عاشوا في بيئاتهم، أو كانوا في مجتمعاتهم لم يحتكوا بهم، فأرادوا غزوهم في قعر دارهم، كما أخبر الله سبحانه من قبل، بقوله الكريم:{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا}(١).
وما ذلك إلا أن الشباب، سيتحملون عن قريب مسئولية كبيرة في مجتماعتهم: تعليما وتربية وأمرا ونهيا، وتصريف أمور الأمة أخذا وعطاء وتوجيها وتخطيطا.
فإن تأثروا بهم ضمن الأعداء نفاذهم بواسطتهم إلى المجتمع الإسلامي، وإدخال ما يريدون شيئا فشيئا، أما إذا أدركوا ما يريده العدو وحافظوا على دينهم، ورعاية أمتهم على ضوء منهج شرع الله، كان ذلك خسارة لهم، وبطلانا لمخططاتهم.