للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من المخاطر المحدقة بهم.

وعندما تعرف مكامن الخطر ومواطن الداء، يمكن للمختصين التعاون والتشاور في تلمس العلاج، ووصف الدواء. ذلك أن الواجب التعاون مع الشباب اليوم، الذين يمرون بعقبات متعددة، وتحيط بهم مدلهمات خطيرة، وتكتنفهم تيارات عديدة، أكثر مما أحاط بشباب الأمس.

لأن العدو قد ركز شبهاته على صميم الأمة الإسلامية، ووجه غزوا سافرا متعمدا، بقصد بلبلة أفكار الشباب وجاءهم بأفكار وشبهات عديدة، مصداقا للحديث الشريف الذي ورد في الفتن: بأنهم يأتون خلف ألف غاية وغاية. ويريد العدو من وراء ذلك السيطرة على أفكار الأمة ممثلة بشبابها، لمباعدتهم عن دينهم، وتشكيكهم في قدرة شرائعه على حل ما يعترضهم، ومحاولة صم آذانهم عن فهم تعاليمه، فهما صحيحا، أو أخذها من مصادرها الموثوقة وتخفيف مكانة العلماء من نفوسهم، بأوصاف ونعوت وصلت إلى حد تكفيرهم، ثم تكفير ولاة الأمر؛ ليبرروا الخروج عليهم، وفتح باب الفتنة بالفساد والترويع.

ولذا فإن الحماية من تلك الأخطار - والحماية من الله سبحانه - تحتاج إلى جهد يبذل، وعمل متواصل، وجهود تتظافر من الشباب في الجامعات، مع فهم عميق منهم، وإدراك وروية من