فأصبحت المعرفة الموجهة إلى الشباب، ذات أبعاد متنوعة من فكرية إلى عقدية، إلى مادية، وابتزاز، إلى وعود وتهديدات، إلى ملذات ودعوة لتسليم النفس قيادة الهوى، والنفس أمارة بالسوء.
فإننا نخاف على الشباب عموما وشباب الجامعات بالذات من الضعف أمام المغريات، والاستسلام والهزيمة، في إحباط يمس كيان الأمة، ولذا فإن من المهم تبصيرهم بالمصادر السليمة، التي تعينهم في تخطي العقبات، ويؤخذ بأيديهم لما يوصلهم لبر الأمان، لينتفعوا وينفعوا.
فترابط أطراف العالم بثقافاته، وتشابك الطرق المؤدية إلى ذلك، وتعدد الوسائل الحاملة لهذه الثقافات، مما يدعو إلى إعانة الشباب في معرفة ذلك كله، وتبصيرهم بما خلف كل ثقافة، من بعد عميق في الجذور العقدية، وإدراك للمنطلقات الفكرية الموجهة للشباب، حتى يتفاداها؛ لأن غالبها خلفه أيد نشطة تحركه وتغذيه، وتدفع في سبيله الشيء الكثير من مال ووقت، وجهد وتخطيط، ومغريات وإعلام، ومواصلة ذلك بلا كلل ولا ملل.
حيث أصبحت وسائل الثقافة الموجهة، تتغير بين وقت وآخر بمسميات ورموز، فتوافرت في كل صقع من الأرض، بل دخلت كل بيت في أنحاء المعمورة، حتى أكواخ الفقراء، ومضارب البادية، وحصون النساء المخدرات، ولم يكن بوسع أحد أن يوقف زحفها. .؛