للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليهم الدفاع عنها، يقول صلى الله عليه وسلم: «حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات (١)».

فحتى يدرك الشاب منزلة الجنة، التي هي مطمع لكل مسلم، حيث ترنو الأفئدة لذلك الفوز العظيم، فإنه لا بد أن يكره نفسه، ويفسرها على كثير من الأمور، حتى ينال تلك السلعة الغالية.

واتباع الشهوات التي يبسطها العدو أمامه، بأمور بارزة، وثقافات متعددة، تثير العواطف، وتحرك الشهوات التي تورد الشباب موارد الردى إن تخاذل، وتسلمهم إلى المهالك التي لا تقتصر عليهم، بل تتعدى إلى الأمة بأسرها، كما قال الله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (٢).

ودور الراعين لمصلحة الشباب وتوجيههم، حتى ينفذ كلامهم إلى سويداء قلوبهم، ومكامن التأثير فيهم، عندما يتحدثون أمامهم عن نماذج الغزو الفكري، الموجه للتقريب بضرب المثل المحسوس أمامهم بين طريقين:

أحدهما: في نهايته أشياء محببة للنفس، ونتائج مفيدة للمجتمع. . والآخر ينتهي بمن سلكه إلى أشياء تكرهها النفس


(١) أخرجه مسلم والترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، جامع الأصول ١٠: ٥٢١.
(٢) سورة الأنفال الآية ٢٥