للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالقلب، والعمل بالجوارح. . ذلك أن الإيمان، ليس بالتحلي ولا بالتمني. . ولكن له حقيقة يجب أن ترسخ في القلب، وتؤكد هذه الحقيقة الجوارح بالعمل.

وحديث جبريل عليه السلام، الذي جاء ليسأل النبي صلى الله عليه وسلم عدة أسئلة، على هيئة رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يعرفه من الصحابة أحد، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه راوي الحديث، وأنه جاء ليعلم الصحابة دينهم.

كان أول ما سأل عنه الإسلام: فأجابه رسول الله عليه الصلاة والسلام: «أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا (١)».

ثم سأل عن الإيمان فقال: «أن تؤمن بالله وبملائكته، وكتبه ورسله، واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره (٢)». ثم سأل عن الإحسان: فقال له «أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فاعلم أنه يراك (٣)». إلى آخر الحديث الذي رواه البخاري ومسلم.

وما ذكرناه منه، هي مراتب عقيدة هذا الدين، الذي يبدأ بالإسلام وكل أركانه الخمسة، ظاهرة وبينة عند التطبيق، إما


(١) صحيح مسلم الإيمان (٨)، سنن الترمذي الإيمان (٢٦١٠)، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (٤٩٩٠)، سنن أبو داود السنة (٤٦٩٥)، سنن ابن ماجه المقدمة (٦٣)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ٢٧).
(٢) صحيح مسلم الإيمان (٨)، سنن الترمذي الإيمان (٢٦١٠)، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (٤٩٩٠)، سنن أبو داود السنة (٤٦٩٥)، سنن ابن ماجه المقدمة (٦٣)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ٥٣).
(٣) صحيح البخاري الإيمان (٥٠)، صحيح مسلم الإيمان (٩)، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (٤٩٩١)، سنن ابن ماجه المقدمة (٦٤)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٤٢٦).