للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حتى تتسع مداركهم لإدراك الأسرار الكامنة، والكنوز النفيسة، في تشريعات دينهم، الذي عليهم حمل همه بالدفاع عنه، وبيانه للآخرين، وتفنيد شبهات الخصوم برد مقنع، وحجة دامغة: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} (١).

وإن من مرتبة الإحسان، تقوى الله، هذه الخصلة إذا تمكنت من عقل المسلم: شابا أو كبيرا، فإنها تعطيه راحة في القلب، واطمئنانا في الوجدان، وفتحا لمغاليق الأمور، ألم يقل سبحانه: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} (٢)، ويقول: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} (٣) {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} (٤)، ويقول جل وعلا: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} (٥).

فمن ارتوى من الشباب، من مناهل القرآن العذبة، وتشبع من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصحيحة الصافية هيأ الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه العلم والفهم، وقوى عزمه في المقارعة والمجادلة بالتي هي أحسن.

أما المحور الثاني، أو السلاح الثاني: فهو الحوار الفكري،


(١) سورة النساء الآية ٨٧
(٢) سورة البقرة الآية ٢٨٢
(٣) سورة الطلاق الآية ٢
(٤) سورة الطلاق الآية ٣
(٥) سورة الطلاق الآية ٤