للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمد سليني ما شئت من مالي، لا أغني عنك من الله شيئا (١)». . . أخرجه البخاري ومسلم بنحوه.

فلما ابتدأ الدعوة قوبل بالتكذيب والإنكار، وعورضت دعوته، وأوذي أتباعه، وجرى ما جرى وهو صابر محتسب يدعو إلى الله سرا وجهارا، وليلا ونهارا، يعرض نفسه على أندية العرب وملتقياتهم، وفي مواسمهم يدعوهم إلى الله، ويتلو عليهم القرآن، فمن مستجيب وهم قليل، ومن صاد، ومن متوقف، ومن. . ومن. .، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم واصل دعوته، وهاجر إلى المدينة، وفرضت الفرائض وأوجبت الواجبات ودخل الناس في دين الله أفواجا فما توفي صلى الله عليه وسلم إلا وجزيرة العرب قد انقادت لدعوته واستجابت لطريقته، ودخلوا في دين الله أفواجا، فأقر الله عينه، وشرح صدره، فصلوات الله وسلامه عليه، توفي صلى الله عليه وسلم وقد ترك أمته على المحجة البيضاء الواضحة الجلية ليلها كنهارها، انحرف من انحرف من العرب، وارتد من ارتد من العرب، وكادت دولة الإسلام أن تذهب، ولكن ثبت الله قلوب أصحابه الكرام، ولا سيما الصديق رضي الله عنه، فظهر من قوة إيمانه، ويقينه، وقوة غيرته على دين الله ما تحققت به معجزة النبي حيث أشار بخلافته، فقام بالمهمة خير قيام إلى أن رد من ارتد من العرب إلى حظيرة الإسلام، وقضى على مدعي النبوة وعلى كل معرض عن دين الله أو


(١) صحيح البخاري الوصايا (٢٧٥٣)، صحيح مسلم الإيمان (٢٠٤)، سنن النسائي الوصايا (٣٦٤٦)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٣٦١)، سنن الدارمي الرقاق (٢٧٣٢).