للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذه الأمور مما يجب علينا معاشر العلماء التنبيه عليها، وتعليم الجاهل، ولا يحل لنا السكوت عن هذا الأمر العظيم.

الأمر الثالث: الذي من مقصود ملكنا: تفهيم الناس وتعليمهم ألفاظ الزيارة عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم وغيره، كما قد علمتم، وأن المقصود من الزيارة، الدعاء للميت بالمغفرة والرحمة، ورفع الدرجة، لا دعاؤه ولا التمسح بقبره، ولا الطواف حوله؛ فإن دعاءه والسؤال منه من الشرك الأكبر.

والتمسح بقبره، والطواف به حرام لا يحل، فيجب علينا وعليكم القيام بأمر الله، وإبطال هذه المنكرات، وتفهيم الناس ذلك؛ لأنه لا عذر لنا في ذلك، كيف وملكنا ونوابه يحضون على إبطال ذلك؟

وكذلك ينبغي لكم أن تبينوا للناس أن تكرار الزيارة كل يوم، وربما كررت في اليوم الواحد مرارا، وهذا ليس بمشروع.

قال في المبسوط عن مالك إمام هذه البلدة (١): (لا بأس لمن قدم من السفر أو خرج إليه أن يقف عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ويصلي ويسلم عليه، ويدعوا له ولأبي بكر وعمر، فقيل له: إن ناسا من أهل المدينة لا يقدمون من سفر ولا يريدونه، وهم


(١) يعني المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم.