يفعلون ذلك في اليوم مرة أو أكثر، يأتون عند القبر، ويسلمون عليه، ويدعون ساعة، فقال: لم يبلغني هذا عن أحد من أهل الفقه في بلدنا، لا من الصحابة ولا من غيرهم، ولا يصلح هذه الأمة إلا ما أصلح أولها، ولم يبلغني عن أول هذه الأمة وصدرها أنهم كانوا يفعلون ذلك، ويكررون المجيء إلى القبر، بل كانوا يكرهونه إلا لمن جاء من سفر، أو أراده) انتهى.
وكذلك - وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه - بعضنا في حال التدريس يحيد عن الكلام الذي قصده وأراده المصنف. ربما يقرر على الحديث أو الآية ما ليس له مناسبة بما قصده، وأراده بالترجمة، وهذا لا يفيد طالب العلم ولا مستمعه، وربما يأتي بالمناسبة، ثم يأتي بمناسبة للمناسبة، وهلم جرا، حتى يخرج عن الموضوع الذي قصده المصنف، وقصده طالب العلم من العلم بهذا الموضوع، فتفطنوا لذلك. وفقني الله وإياكم.
وسبب هذه التهنئة والباعث لهذا الكتاب: وصيتكم بلزوم ما من الله به عليكم من هذا الدين الذي أكرم الله به من أكرم في هذا الزمان، بعدما اشتدت به غربة الإسلام، وعاد المعروف منكرا