للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمنكر معروفا والسنة بدعة، والبدعة سنة، نشأ على هذا الصغير، وهرم عليه الكبير، وصار هذا الدين لا يعرف، حتى صار العلماء أجهل به من العامة، حتى من الله على عباده بإمام ألهمه الله ما بعث به رسله وأنزل به كتبه، فأخذه من الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة من الصحابة والتابعين قبل حدوث ما حدث، فجدد الله به ما درس، والحمد لله الذي جعل أكثركم اليوم يميز الحق من الباطل، وغيركم من الأمصار لا يخفى عليكم حالهم، أكثرهم جمع بين البدعة والشرك واتخذه دينا يظن أنه يقربه إلى الله، وهو يبعده منه ومن رحمته وجنته.

وأعطاكم الله من الكتب التي فيها من الأدلة والبيان ما فيه الغنية، فاعرفوا قدر هذه النعمة، وأنها عظيمة لا يماثلها شيء، كما قال تعالى {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} (١).

وفضل الله الإسلام أن جعلكم من أهله.

ومن فسره بالإسلام والقرآن فالمعنى واحد؛ لأن الإسلام هو العمل بالقرآن، فاشكروا الله - سبحانه وبحمده - على هذه النعمة، وتجردوا لله في الدعوة إلى ذلك، والعمل به، وتعليم الجاهل، وتنبيه الغافل.


(١) سورة يونس الآية ٥٨