للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نرى أنهم عمموا هذا التعريف في الأنواع الثلاثة مما يدل على أنهم لم يخصصوا هذا المعنى بالهبة، ولا شك أنها معان متقاربة وقد يطلق أحدها على الآخر (١)، والأظهر أن بين المصطلحات الثلاثة فروقا، وأن العلاقة بينها عموم وخصوص، فأعمها الهبة؛ إذ كل صدقة وهدية هبة ولا عكس، وتشترك في أحكام، وتختلف في أحكام (٢).

لكن إن تمحض فيها طلب التقرب إلى الله سبحانه وأريد بها ثواب الآخرة فهي صدقة، ويظهر ذلك بقصد المحتاج إليها، بحيث لا يظهر أي قصد في العوض المالي مقابل هذا المعطى.

أما الفرق بين الهبة والهدية فقيل: إن أريد بها إعظام المعطى وإكرامه والتودد إليه فهي هدية؛ ولذلك قال بعضهم (٣): إن الهدية في معنى الهبة إلا أن غالب ما يستعمل لفظ الهدية فيما يحمل إلى إنسان أعلى منه.

لكن انتقد هذا النووي - رحمه الله - وقال: إنه ليس كما قال، بل تستعمل في حمل الإنسان إلى نظيره ومن فوقه ودونه (٤).

ويظهر من ذلك أن التفريق بين الهبة والهدية غير ظاهر؛ ولذلك


(١) انظر: المطلع / ٢٩١، وتهذيب الأسماء واللغات، القسم الثاني٢/ ١٩٧.
(٢) انظر: العزيز ٦/ ٣٠٦، وروضة الطالبين ٥/ ٣٦٤.
(٣) وهو صاحب التتمة المتولي، انظر: تهذيب الأسماء واللغات / القسم الثاني ٢/ ١٩٧.
(٤) انظر: المرجع السابق.