للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقول سبحانه عن قوم صالح عليه السلام الذين ديارهم شمال مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ} (١) {قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} (٢).

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: المدينة هي مدينة ثمود فيها تسعة أنفار يفسدون في الأرض، وإنما غلب هؤلاء على أمر ثمود؛ لأنهم كانوا كبراءهم، قال ابن عباس: هؤلاء هم الذين عقروا الناقة، أي الذي صدر عنهم ذلك الرأي، وبمشورتهم قبحهم الله.

والمقصود أن هؤلاء الكفرة الفسقة كان من صفاتهم الإفساد في الأرض بكل طريق يقدرون عليه (٣) فكل دعوة صالحة، وكل نبي من أنبياء الله يقيض الله سبحانه شقيا يثير الفتنة ضده وضد دعوته صدا وعدوانا، ولكن بهذا الابتلاء، يجب المقابلة بالصبر والاحتساب؛ لأن الغلبة للحق، والنصر لمن ينصر دين الله، يقول سبحانه: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا} (٤).


(١) سورة النمل الآية ٤٨
(٢) سورة النمل الآية ٤٩
(٣) التيسير لتفسير ابن كثير تعليق الدكتور: عبد الله بن إسحاق ٣: ٣١٤.
(٤) سورة الفرقان الآية ٣١