للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كظلمات: جمع ظلمة، وهي ظلمة الجهل، وظلمة الكفر، وظلمة الظلم واتباع الهوى، وظلمة الشك والريب، وظلمة الإعراض عن الحق الذي بعث الله به رسله صلوات الله وسلامه عليهم، والنور الذي أنزله معهم ليخرجوا به الناس من الظلمات إلى النور ... (١).

فان المعرض عما بعث الله تعالى به محمدا صلى الله عليه وآله وسلم من الهدى ودين الحق يتقلب في خمس ظلمات: قوله ظلمة، وعمله ظلمة، ومدخله ظلمة، ومخرجه ظلمة، ومصيره إلى الظلمة، وقلبه ظلمة، ووجهه مظلم، وكلامه مظلم، وحاله مظلم، وإذا قابلت بصيرته الخفاشية ما بعث الله به محمدا صلى الله عليه وآله وسلم من النور جد في الهروب منه وكاد نوره يخطف بصره، فهرب إلى ظلمات الآراء التي هي به أنسب وأولى كما قيل:

خفافيش أعشاها النهار بضوئه ... ووافقها قطع من الليل مظلم

فإذا جاء إلى زبالة الأفكار ونخالة الأذهان جال وصال وأبدى وأعاد وقعقع وفرقع ... ، فإذا طلع نور الوحي وشمس الرسالة انحجر في جحرة الحشرات، وقوله في بحر لجي، واللجي: العميق. منسوب إلى لجة البحر، وهو معظمه، وقوله تعالى: {يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ} (٢).


(١) اجتماع الجيوش ص ١٠.
(٢) سورة النور الآية ٤٠