للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الكتاب والسنة دون محض القياس والعقل، فمن عدل عن التوقيف فيه ضل وتاه في بحار الحيرة، ولم يبلغ شفاء العين ولا ما يطمئن به القلب؛ لأن القدر سر من أسرار الله تعالى اختص العليم الخبير به، وضرب دونه الأستار، وحجبه عن عقول الخلق ومعارفهم لما علمه من الحكمة (١).

ويقول الإمام أبو محمد البربهاري: والكلام والجدل والخصومة في القدر خاصة منهي عنه عند جميع الفرق؛ لأن القدر سر الله، ونهى الرب - جل اسمه - الأنبياء عن الكلام في القدر، ونهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الخصومة في القدر، وكرهه أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والتابعون، وكرهه العلماء وأهل الورع، ونهوا عن الجدال في القدر، فعليك التسليم والإقرار والإيمان واعتقاد ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جملة الأشياء، واسكت عما سوى ذلك (٢).

ويقول الإمام البغوي: والقدر سر من أسرار الله، لم يطلع عليه


(١) انظر فتح الباري (١١/ ٤٧٧).
(٢) شرح السنة للبربهاري ص (٣٦).