للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتخويف النفوس المقصرة؛ لتسرع بالتوبة والرجوع إلى ربها؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - قال: «اعملوا فكل ميسر لما خلق له، فأما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة (١)».

٩ - الإنسان خلق محبا للخير لنفسه، كارها الشر لنفسه، يجزع منه كما قال تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا} (٢) {إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا} (٣) {وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا} (٤).

فإذا أصابه الخير بطر واغتر به، وإذا أصابه الشر جزع وحزن، ولا يعصم الإنسان من البطر إذا أصابه الخير والحزن إذا أصابه الشر إلا الإيمان بالقدر، وأن ما وقع فقد جرت به المقادير وسبق به علم الله.

١٠ - إن الإيمان بالقدر يقضي على كثير من الأمراض السلوكية التي تفتك بالمجتمعات وتزرع الأحقاد بينها وذلك مثل الحسد، فالمؤمن لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله؛ لإيمانه بأن الله هو الذي رزقهم وقدر لهم ذلك، فأعطى من شاء ومنع من شاء ابتلاء وامتحانا منه سبحانه لخلقه، وأنه حين يحسد غيره إنما يعترض على المقدور.

١١ - أنه يغرس في نفس المؤمن حقائق الإيمان المتعددة، فهو دائم


(١) أخرجه مسلم في كتاب القدر (٤/ ٢٠٤٠).
(٢) سورة المعارج الآية ١٩
(٣) سورة المعارج الآية ٢٠
(٤) سورة المعارج الآية ٢١