للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرسالة وتكاسلوا في أداء هذه الأمانة تفاقمت الشرور وظهرت الفتن واستشرى الفساد بجميع أنواعه وتكالب الأعداء على الأمة، والله تعالى يقول: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (١)، ويقول سبحانه: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (٢).

إن الداعي إلى القرآن المبلغ رسالته لا بد له كي يؤدي واجبه على الوجه الأكمل أن يكون عنده إيمان صادق بأن القرآن كلام الله عز وجل أفضل الكلام وأتمه وأصدقه، من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن تمسك به هدي إلى صراط مستقيم، لا خير ولا فلاح ولا هدى إلا في اتباعه والعمل به والتحاكم إليه، يدرك أن رسالة القرآن هي الحق المهيمنة على ما قبلها المصدقة لها، وما عداها فهو باطل، مع وجوب تعظيم كتاب الله تعالى وإجلاله ومحبته بكل القلب والتفاني من أجله، فيعيش له ويموت في سبيله، يعلم علم اليقين أنه بالقرآن حاز كل شيء وبدونه فقد كل شيء، هو مصدر سعادته وقوته وطريقه الواحد لنيل رضا ربه ودخول جنته، ويحتاج مع هذا إلى الصبر الذي هو نصف الإيمان وقد ذكر في القرآن في


(١) سورة الأنفال الآية ٢٥
(٢) سورة الروم الآية ٤١