وهم يفرقون بين إرادة الله العامة للشيء وبين محبته له ورضاه به، فالأولى: إرادة كونية قدرية عامة تظهر علم الله وكمال قدرته، والثانية: إرادة شرعية دينية من أجلها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب؛ ليهدي من هدى على بينة، ويضل من ضل عن بينة.
وعليه فلا مستمسك لما يفعله العباد من خير وشر بالقدر أبدا عند أهل القرآن والسنة والإجماع.
وهم مع ذلك يعملون ويحرصون على إرادة الخير والطاعة، وما يحبه الله ويرضاه، ويتجنبون ما يسخطه ويبغضه ويكرهه سبحانه وتعالى، حيث ظهر بهذا أثر عقيدتهم في القضاء والقدر في سلوكهم وأعمالهم وأخلاقهم وعباداتهم، فيمن كان منهم متمسكا بهذه العقيدة عاملا بها، وإلا فهم متفاضلون في ذلك تفاضلهم في العقيدة أصلا.
٣ - أثر العقيدة في الأشخاص:
رفعهم فوق منازلهم التي أنزلهم الله فيها، الذي يؤدي إلى الاعتقاد فيهم بفعل الخير والشر، ومن ثم عبادتهم ودعاؤهم والاستعانة بهم مما هو صريح الشرك الذي جاء النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى نبذه والتحذير منه دعوة ونذارة:{مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}(١).