وهم كما قاله ابن مسعود فيما نقله عنه ابن أبي العز ص ٣٨٣ من شرح الطحاوية، وأسنده عنه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وغيره:
" من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة، أبرها قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم " اهـ.
ونرى ما حصل بينهم من فتنة أوقدها أعداء الله، فكل من الصحابة بطائفتيهم مجتهد مأجور غير مأزور، متفاوتين في مقدار الأجر.
وفتنة سلم الله منها سيوفنا نسلم منها ألسنتنا، كما نظم القحطاني في نونيته قائلا:
دع ما جرى بين الصحابة في الوغى ... بسيوفهم يوم التقى الجمعان
ققتيلهم منهم وقاتلهم لهم ... وكلاهما في الحشر مرحومان
والله ينزع يوم الحشر كل ما ... تحوي صدورهم من الأضغان