فقد روى اللالكائي (١) بسنده إلى علي بن أبي طالب أنه قال: " إياكم والخصومة، فإنها تمحق الدين " اهـ، وروي بنحوه عن ابن عباس والحسن بن علي ومحمد ابن الحنفية والأحنف بن قيس والفضيل بن عياض ومسلم بن يسار وغيرهم كثيرا.
فالخصومات تمحق الدين وتنبت النفاق، وهي ساعة جهل العالم التي يستسيغها الشيطان ليدرك بها هواه، ويثيره على الباطل.
- وروى الآجري في الشريعة ص ٥٦ بسنده عن معن بن عيسى قال:" انصرف مالك بن أنس من المسجد وهو متكئ على يدي، فلحقه رجل يقال له: أبو الحورية، كان يتهم بالإرجاء، فقال: يا عبد الله اسمع مني شيئا أكلمك به أحاجك، وأخبرك برأي، فقال مالك: فإن غلبتني؟ قال: إن غلبتك اتبعني، قال: فإن جاء رجل آخر فغلبنا؟ فقال أبو الحورية: نتبعه، فقال مالك: يا عبد الله بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم بدين واحد وأراك تتنقل من دين إلى دين " اهـ.
وقال عمر بن عبد العزيز: " من جعل دينه غرضا للخصومات
(١) انظر: رقم ٢١١ - ٢٢٤ من شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ص ٥٤ وما بعدها.