للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشر ما يضر بهم ليجتنبوه، حيث أرسل بذلك رسله وعلمه أنبياءه مما تستقيم به حياتهم، وتنتظم معايشهم، ولا يتجاوز قدراتهم: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} (١)، وهذا من رأفته بعباده.

وكلما ابتعدت أمة من الأمم عن شرع الله، وتطبيق أحكامه التي أرسل بها رسلا إليهم معاندة وتكذيبا، جاءتهم النذائر المتنوعة لعلهم يرجعون إلى جادة الصواب: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (٢)، ثم يهلك سبحانه المعاندين لشرع الله بعقاب عاجل، أو يؤجله الحليم الرحيم سبحانه إلى يوم الوقت المعلوم، وينجي الطائعين المستجيبين.

وهذه سنة الله في الأمم السابقة كما يوضحه التمعن في كتاب الله الخالد القرآن الكريم، الذي تعهد الله بحفظه، وصانه عن عبث العابثين، وتعديل الكذابين؛ ليبقى تشريعا لخير أمة أخرجت للناس، وهاديا إلى الطريق المستقيم، ولكن الله حليم لينظر بعد التبليغ والنذائر كيف يعمل المخلوق؟

وقد بين الله سبحانه في كتابه الكريم القرآن العظيم أن شرع الله واحد في جميع الأمم، ومع أنبيائهم، فيما يتعلق بإفراد الله


(١) سورة البقرة الآية ٢٨٦
(٢) سورة فصلت الآية ٥٣