كما يبين في المقارنة بين حقوق الإنسان بمواده الثلاثين " ٣٠ "، وما فيها من ثغرات؛ لأنها من وضع البشر الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة، ونشر في ١٠ ديسمبر في ١٩٤٨ م، واستغرقت صياغتها عدة سنوات بين أخذ ورد، وبين الإعلان الإسلامي لحقوق الإنسان الذي تمت الموافقة عليه في مؤتمر وزراء الخارجية لدول منظمة المؤتمر الإسلامي: المؤتمر التاسع عشر المنعقد بالقاهرة عام ١٤١٠ هـ؛ لأنه مستمد من الشريعة الإسلامية التي جاءت عن الله سبحانه، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمواده الخمسة وعشرين " ٢٥ "(١).
وما ذلك إلا أن حكمة شرائع الله - كما قال صاحب الظلال - لا تنكشف كلها للناس في جيل من الأجيال، والبعض الذي ينكشف يصعب التوسع في عرضه، ومن بعض اللمسات فإن شريعة الله تمثل منهجا شاملا متكاملا للحياة البشرية، يتناول التنظيم والتوجيه والتطور لكل جوانب الإنسانية في جميع حالاتها، وفي كل صورها وأشكالها.
وهذا منهج قائم على العلم المطلق بحقيقة الكائن الإنساني، والحاجات الإنسانية، وحقيقة الكون الذي يعيش فيه الإنسان، ومن
(١) يراجع نص النظامين بكتاب حقوق الإنسان في القرآن والسنة، للدكتور محمد الصالح ص ٣٩٦ - ٤١٢.