للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٣ - اتباع الهوى:

من أسباب الفساد في العقائد الباطلة بناؤها على الهوى لا على الوحي والعلم، ولذلك بين الله عز وجل أن معارضة الكفار لدعوة الحق وعدم استجابتهم لها إنما هو بسبب اتباعهم لأهوائهم فيما اعتقدوه من عقائد، قال تعالى: {فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (١).

٤ - البغي بالعلم:

ومن أسباب الفساد في العقائد الفاسدة التي بينها الله في كتابه الكريم البغي بالعلم، حيث ذكره عن أهل الكتاب بقوله: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (٢).

قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي في تفسير الآية: " ولما قرر سبحانه أنه الإله المعبود بين العبادة والدين الذي يتعين أن يعبد به ويدان له به، وهو الإسلام، الذي هو الاستسلام لله بتوحيده وطاعته التي دعت إليها رسله، وحثت عليها كتبه، وهو الذي لا يقبل من أحد دين سواه، وهو دين الرسل كلهم، وكل من تابعهم فهو على طريقهم، وإنما اختلف أهل الكتاب بعدما جاءتهم كتبهم تحثهم


(١) سورة القصص الآية ٥٠
(٢) سورة آل عمران الآية ١٩