للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على الاجتماع على دين الله بغيا بينهم، وعدوانا من أنفسهم.

٥ - الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعض:

وهو من أسباب الفساد في العقائد، وقد حذر الله عز وجل منه وسماه كفرا، قال تعالى: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} (١).

فمن الناس من آمن ببعض ما جاءت به الرسل وكفر ببعض، كمن آمن ببعض المرسلين دون بعض، كحال اليهود والنصارى حيث آمنوا بموسى أو موسى والمسيح معه دون محمد صلى الله عليه وسلم، ولهذا يخاطب الله في القرآن الأميين الذين لم يتبعوا رسولا، وأهل الكتاب المصدقين ببعض الرسل، كما في قوله: {وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ} (٢)، وفى قوله: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ} (٣).

وكمن آمن ببعض صفات الرسالة وكفر ببعض من الصابئين والفلاسفة ونحوهم، الذين قد يقرون بأصل الرسالة، لكن يجعلون


(١) سورة البقرة الآية ٨٥
(٢) سورة آل عمران الآية ٢٠
(٣) سورة البينة الآية ١