للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رضى، ومن الناس في نصح وعافية، ومع نفسه في جهاد وحساب لكنه جهاد مستلذ مستطاب، لأن ذلك كله مقرون بالطمأنينة والأمن والأمان: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ} (١) {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (٢) {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} (٣).

هذه هي باكورة الثمرة (للفرد المؤمن) يقطفها في هذه الحياة {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} (٤).

أما الثمرة التي يقطفها (المجتمع المؤمن) المؤلف من أولئك الأفراد المؤمنين فثمرة الأمن والسلام، والحب والوئام، والتعاون على البر والتقوى، والاطمئنان على النفوس والدماء، وعلى الأموال والممتلكات، وعلى الأعراض والأنساب، وعلى الحرية والقيم والمعتقدات.

وهل هناك ثمرة أطيب من هذه الثمرة للمؤمن ولمجتمع المؤمنين؟

ويمكنك يا أخي أن تقدر قيمة هذه الثمرة إذا وازنت بين مجتمعين:

أحدهما: مؤلف من أفراد عقلاء حازمين، ينظرون لعاقبة أمورهم، ويقدمون خير الزاد لغدهم، ويوقنون بأنهم مبعوثون ومسئولون عما قدموا وأخروا، قائمون مع الأولين والآخرين لرب العالمين.

والثاني: مجتمع شغلته دنياه وزينتها الفانية الزائلة، عن آخرته وعاقبته الباقية الدائمة فقصر نظره على هذه الحياة، وأنكر وكفر بما بعدها من بعث وحياة وجزاء {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (٥).


(١) سورة الأنعام الآية ٨٢
(٢) سورة الرعد الآية ٢٨
(٣) سورة التغابن الآية ١١
(٤) سورة النحل الآية ٩٧
(٥) سورة العنكبوت الآية ٦٤