للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لفهمه الواقعة ووجهه الحكم فيها (١) يؤكد أهمية تفسير الواقعة وتصورها للحكم فيها.

كما أنكر النبي - صلى الله عليه وسلم - على خالد بن الوليد - رضي الله عنه - قتله لبعض بني جذيمة؛ لعدم استفساره لهم عن مرادهم من كلمة مشكلة أطلقوها، فعن ابن عمر - رضي الله عنه - أنه قال: «بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، فدعاهم إلى الإسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون: صبأنا، صبأنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر. . . حتى قدمنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرناه، فرفع النبي - صلى الله عليه وسلم - يديه، فقال: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد، مرتين (٢)» فقد حمل خالد - رضي الله عنه - معنى قولهم: " صبأنا " على خروجهم من دين إلى دين غير الإسلام، لكن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنكر عليه الأخذ بهذا الظاهر قبل الاستفسار عن المراد به (٣)، قال ابن حجر (ت: ٨٥٢ هـ): قوله: «اللهم إني


(١) أحكام القرآن لابن العربي ٣/ ٢٧٠، تبصرة الحكام في أصول الأقضية ومناهج الأحكام ١/ ٢.
(٢) أخرجه البخاري ٤/ ١٥٧٧، كتاب المغازي، باب بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، ٦/ ٢٦٢٨، كتاب الأحكام، باب إذا قضى الحاكم بجور أو خلاف أهل العلم فهو رد.
(٣) فتح الباري بشرح صحيح البخاري ٨/ ٥٦، ١٣/ ١٨١.