للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والصواب أن الشر لا يضاف إلى الرب لا وصفا ولا فعلا، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: " ولهذا لا يجيء في كلام الله تعالى وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - إضافة الشر وحده إلى الله، بل لا يذكر الشر إلا على أحد وجوه ثلاثة:

إما أن يدخل في عموم المخلوقات ... وإما أن يضاف إلى السبب الفاعل وإما أن يحذف فاعله.

فالأول: كقوله تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} (١)، ونحو ذلك.

وأما حذف الفاعل فمثل قول الجن: {وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا} (٢).

وإضافته إلى السبب كقوله: {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} (٣) وقوله: {فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا} (٤) ".

وعلى هذا يقال في الرد على شبهة القدرية: إنه لا تناقض بين كون فعل الله وخلقه حسنا ومتقنا، ووجود القبائح والمعاصي التي هي من مخلوقات الله، فخلق الله الذي هو فعله، وصفته كله حسن وخير، أما مخلوقاته فهي موطن الانقسام.


(١) سورة الزمر الآية ٦٢
(٢) سورة الجن الآية ١٠
(٣) سورة الفلق الآية ٢
(٤) سورة الكهف الآية ٧٩