للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قدرة الله فالبدء والإعادة سواء، كلاهما على الله يسير واسمعوا لرد القرآن الكريم: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى} (١) {كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} (٢) {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ} (٣) {أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا} (٤)؟ فكيف يعجز - سبحانه وتعالى - عن إعادته؟ مع أنه قد كان شيئا {وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ} (٥) {اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} (٦).

٢ - قلتم: كيف تجمع العناصر والذرات، بعد أن ذهبت بددا، وضلت ضبطا وعددا؟ وصارت مجهولة المكان والجواب: أن جمعها، وإيجادها وإعادتها كما كانت لا تحتاج إلا لشيئين:

علم: تام محيط إحاطة كاملة بمقاديرها، وعددها، وأماكنها وكل ما يتصل بها.

وقدرة: كاملة تبرزها من العدم، أو تجمعها من الشتات، وترجعها كما كانت.

والعلم والقدرة من صفات الإله الحق الذي خلق هذا العالم المحسوس أمامكم مليئا بآثار القدرة، وأسرار العلم والحكمة، وأنتم أنفسكم تكشفون كل يوم جديدا، وفي كل شيء له آية، تدل على قدرته الكاملة وعلمه الشامل، وحكمته السامية واسمعوا لرد القرآن الكريم على هذه الشبهة، إذ يثبت صفة العلم، وصفة القدرة فيقول:

{قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ} (٧) {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ} (٨) إلخ السورة (سورة ق).


(١) سورة الروم الآية ٢٧
(٢) سورة الأعراف الآية ٢٩
(٣) سورة يس الآية ٧٩
(٤) سورة مريم الآية ٦٧
(٥) سورة الحج الآية ٦٦
(٦) سورة يونس الآية ٣٤
(٧) سورة ق الآية ٤
(٨) سورة ق الآية ٦