للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ} (١) {أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ} (٢) {نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ} (٣).

٤ - قلتم: إن خلق العالم أجهده وأعياه، فلا يستطيع أن يعيده بعدما أفناه.

وهذه شبهة تثير الضحك الساخر، ولا أجد لها ردا أبلغ ولا قطعا أحسم من حالتكم إلى النظرة في العالم وصنعته، والتأمل في القرآن وحجته: {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ} (٤)؟ {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (٥) - إنما يعيا ذو القدرة المحدودة، الذي يبذل جهدا في العمل، ويحتاج لآلة أو طاقة، أما الإله القادر على كل شيء فهو كما قال: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (٦) {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} (٧).

٥ - قلتم: إن حكمة الله وعظمته تجلت في إبداع هذا العالم، فما هو الداعي لتخريبه وإبداله بعالم آخر؟ ونقول لكم: إن حكمة الله وعظمته أكبر مما تجلى في هذا العالم الذي خلقه قابلا للفناء، ولو كانت حكمته محدودة بهذه الدنيا الفانية لكان خلقها كاللعب والعبث - وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.


(١) سورة الواقعة الآية ٧١
(٢) سورة الواقعة الآية ٧٢
(٣) سورة الواقعة الآية ٧٣
(٤) سورة ق الآية ١٥
(٥) سورة الأحقاف الآية ٣٣
(٦) سورة يس الآية ٨٢
(٧) سورة ق الآية ٣٨