للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ} (١) {مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ} (٢) {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ} (٣) {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ} (٤) {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ} (٥).

٦ - قلتم: إن منهجكم علمي تجريبي، وإنكم لا تصدقون إلا بالحس والمشاهدة، ولا تعترفون بغيب وراء هذه المادة.

ونقول لكم:

أولا: هل شاهدتم الكهرباء؟ هل عرفتم حقيقة المغناطيسية؟ هل أبصرتم الروح التي بين جنبيكم؟ هل تصدقون بأن حولكم ملايين الأحياء الدقيقة التي لم تعرفوها إلا منذ عهد قريب، وبواسطة الميكروسكوب ونحوه عرفتم عن بعضها شيئا، وأن ما خفي منها أكثر، وأن ما جهلتم أضعاف ما علمتم؟ {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلًا} (٦) ومع ذلك سنتنزل معكم ونسألكم:

ثانيا: ماذا تريدون (بالمحسوس) الذي لا تؤمنون إلا به؟ أتريدون محسوسا يرى بالعين، أو يسمع بالأذن، أو يشم بالأنف، أو يقبض عليه باليد؟؟؟

إن كثيرا من الأشياء موجودة، ولكنها لا رائحة لها، ولا مذاق لطعمها، ولا يمكن أن تمسك باليد وأنتم تعرفونها ولا تنكرونها وتستدلون على وجودها بآثارها، وما يصدر عنها من رائحة أو غير رائحة.

ثم إذا أردتم (وسائل إيضاح) ونماذج محسوسة مشهودة بالأبصار تقرب لحسكم عملية البعث، كما تقرب (وسيلة الإيضاح) المعلومات للتلميذ الصغير


(١) سورة الأنبياء الآية ١٦
(٢) سورة الدخان الآية ٣٩
(٣) سورة آل عمران الآية ١٩١
(٤) سورة المؤمنون الآية ١١٥
(٥) سورة المؤمنون الآية ١١٦
(٦) سورة الإسراء الآية ٨٥