للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لما في أيديهم من أحكام، خفف الله بها عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم، رحمة ورأفة، من الله سبحانه بهذه الأمة، كما جاء في حديث الإسراء والمعراج، في موضوع فرض الصلاة، التي بدأت بخمسين، وموسى عليه السلام، يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ارجع إلى ربك واسأله التخفيف فإن أمتك لا تطيق، فقد جربت قبلك بني إسرائيل، واسأل ربك التخفيف، وما زالت المراجعة حتى صارت خمس صلوات في اليوم والليلة، وجعلها الله سبحانه، خمسا في الأداء، خمسين في الأجر (١).

ونختم الحديث عن كعب الأحبار، وسيرته التي اعتنى بها علماء الإسلام، لأنه من كبار أحبار اليهود، والمرجع لهم في كل ما نزل، من تشريعات في التوراة، علاوة على اطلاعه على أخبار الأمم السابقة، وما فيها من معلومات عن تلك الأمم، إذ كان خبيرا، بكثير من الكتب القديمة، ومنها التوراة، ومدركا لما فيها بالذات مما يبشر برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وصفاته، مما دفعه إلى المبادرة بالإسلام، خوفا من عقاب الله، كما مر بنا آنفا.

وعن وفاته التي ارتبطت بذلك المصحف - الكتاب - الذي وجد


(١) يراجع في هذا الحديث حديث الإسراء والمعراج المطول، عند ابن كثير في تفسيره لسورة الإسراء.