ثم أتينا بيت المقدس، فسمعت يهود بنعيم وكعب، فاجتمعوا فقال: كعب: هذا كتاب قديم وإنه بلغتكم، فاقرءوه.
فقرأه قارئهم، حتى أتى على ذلك المكان:{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}(١)، فأسلم منهم اثنان وأربعون حبرا، ففرض لهم معاوية، وأعطاهم.
ثم قال همام: وحدثني بسطام بن مسلم، حدثنا معاوية بن قرة، أنهم تذاكروا ذلك الكتاب، فمر بهم شهر بن حوشب، فقال: على الخبير سقطتم ثم ذكر حكاية إخفاء كعب لمعالم ذلك الكتاب، قال: إنها التوراة، ولكن خشيت أن يتكل على ما فيها، ولكن قولوا: لا إله إلا الله ولقنوها موتاكم.
ثم قال الذهبي رحمه الله: هكذا رواه ابن أبى خيثمة في تاريخه عن هدبة عن همام.
وهذا القول من كعب، دال على أن تيك النسخة، من التوراة، وأن ما عداها بخلاف ذلك، فمن الذي يستحل أن يورد اليوم، من التوراة شيئا على وجه الاحتجاج، معتقدا أنها التوراة المنزلة؟ كلا والله.