للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا يكون لأحد أن يقيس حتى يكون عالما بما مضى قبله من السنن، وأقاويل السلف، وإجماع الناس، واختلافهم، ولسان العرب (١) ".

ومن الأصوليين من جمع الشروط في شرطين كالغزالي حيث قال: " المجتهد: وله شرطان:

أحدهما: أن يكون محيطا بمدارك الشرع، متمكنا من استثارة الظن، بالنظر فيها، وتقديم ما يجب تقديمه، وتأخير ما يجب تأخيره.

الثاني: أن يكون عدلا، مجتنبا للمعاصي القادحة في العدالة " (٢).

وكذلك الإمام الشاطبي - رحمه الله - في الموافقات، إذ قال: " إنما تحصل درجة الاجتهاد لمن اتصف بوصفين:

أحدهما: فهم مقاصد الشريعة على كمالها.

والثاني: التمكن من الاستنباط، بناء على فهمه فيها " (٣).

وقد جمع تقي الدين السبكي - رحمه الله. ما يجب على العالم تحصيله، والعلم به من المعارف في أمور ثلاثة، وهي:

١ - التآليف في العلوم التي يتهذب بها الذهن: كالعربية، وأصول الفقه، وما يحتاج إليه من العلوم العقلية في صيانة الذهن عن الخطأ، بحيث تصير هذه العلوم ملكة للشخص، فإذ ذاك يثق


(١) (الرسالة) (ص ٥٠٩ – ٥١٠).
(٢) (المستصفى) (٢/ ٣٨٢).
(٣) (الموافقات) (٥/ ٤١ – ٤٢).