للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحرام، وقد جعل الله عز وجل الأصل في الأشياء أنها حلال وباستثناء تلك النصوص من رب العالمين بتحريمها.

وقد جاءت آيات الله تؤكد عموم فضل الله على خلقه، وأنه سبحانه سخر لعباده الأشياء ليبتغوا بها من فضله، فما دام هذا الشيء ليس من المحرمات، فالأصل أنه من المباحات (١). فقال تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (٢).

ولذلك رأت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - حل أكل الجبن، ولا كراهة في ذلك.

فقد أخرج البيهقي: أن امرأة سألت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - عن أكل الجبن فقالت عائشة: " إن لم تأكليه فأعطنيه آكل " (٣).

وقول أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - هذا بنته على أن الأصل في الأشياء الإباحة، ولأن الله سبحانه وتعالى قد فصل ما حرم، فقال تعالى: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (٤).


(١) انظر: أصول الأحكام الإسلامية د. يوسف قاسم (ص/ ٢٠٩)
(٢) سورة الجاثية الآية ١٣
(٣) انظر: سنن البيهقي (١٠/ ٦)، مصنف عبد الرزاق (٤/ ٥٣٨)
(٤) سورة الأنعام الآية ١٤٥