للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شيئا لي ولغيري لم أقبله، بل أتركه لذلك الغير، والمراد أن عمل المرائي باطل لا ثواب فيه، ويأثم به (١).

فالشيء إذا انقسم ووقعت فيه الشركة نقص ما يحصل لكل واحد، فمن كان متبعا للشريعة في الظاهر وكان قصده الرياء والسمعة وتعظيم الناس له، كان عمله باطلا لا يقبله الله (٢).

ومن رأى بعمله، وسمعه الناس ليكرموه ويعظموه ويعتقدوا فيه خيرا سمع الله به يوم القيامة الناس وفضحه، وكان حظه من عمله ما حصل له في الحياة الدنيا، قال صلى الله عليه وسلم: «من سمع سمع الله به، ومن رآى رآى الله به (٣)»، (٤).

والآثار في النهي عن الرياء وبيان خطورته وعقوبة صاحبه كثيرة يطول المقام لو أريد استقصاؤها فيكتفى بما ذكر.

هذا، وقد تكلم العلماء في درجات الرياء، وأنها متفاوتة في القبح، فأقبحها الرياء المحض وهو الرياء في أصل الإيمان، كحال المنافقين الذين أكثر الله من ذمهم، ويليهم المراءون بأصول العبادات الواجبة


(١) رواه مسلم ٢٢٨٩
(٢) ينظر: مجموع الفتاوى – ابن تيمية، ١١/ ٦١٣، ١٧/ ١٤٦
(٣) رواه مسلم ٢٢٩٠
(٤) ينظر: شرح النووي ١٨/ ١١٧