للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كأن يعتاد تركها في الخلوة ويفعلها في الملأ خوف المذمة، ويليهم المراءون بالنوافل، ثم المراءون بأوصاف العبادات كتحسينها وإطالة أركانها (١).

وذكروا أن مجرد السرور باطلاع الناس على العمل إذا لم يبلغ أثره بحيث يؤثر في العمل. بل بقي العمل صادرا عن نية خالصة، فلا يفسد العمل لبقاء أصل النية الباعثة عليه والحاملة على إتمامه (٢).

فإذا فرح المؤمن بالثناء الحسن واستبشر بذلك لم يضره ذلك، سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يعمل العمل لله من الخير ويحمده الناس عليه؟ فقال: «تلك عاجل بشرى المؤمن (٣)».

قال ابن كثير: إن من عمل عملا لله فاطلع عليه الناس فأعجبه ذلك، أن هذا لا يعد رياء (٤).

وإظهار العبادة قد يكون في حق بعض الناس أفضل، وذلك إذا خلصت نياتهم من شائبة الرياء، وكان في إظهار العمل حمل للناس على الاقتداء بهم، والتأسي في فعل ذلك الخير، والمبادرة إليه، لكونه


(١) ينظر: الزواجر - الهيتمي ١/ ٤٦ جامع العلوم والحكم لابن رجب ١/ ٧٩
(٢) ينظر: الزواجر ١/ ٤٥ جامع العلوم والحكم لابن رجب ١/ ٧٩
(٣) رواه مسلم ٢٦٤٢
(٤) تفسير ابن كثير، ٤/ ٩٨٣