للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالمنة لله على الإطلاق ويجب على كل مؤمن الاعتراف بهذا وهذا دأب الصحابة رضي الله تعالى عنهم، ومن ذلك أنه لما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم قسم على المؤلفة قلوبهم، ولم يعط الأنصار شيئا، فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس، فخطبهم، فقال: «يا معشر الأنصار! ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي، وكنتم متفرقين فألفكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي، كلما قال شيئا: قالوا: الله ورسوله أمن (١)».

وفي رواية: بل المن علينا لله ولرسوله (٢).

كذلك قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لما ذكر له ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين مآثره الصالحة وأعماله، ووفاته رضي الله عنه وهو عنه راض، قال عمر: أما ما ذكرت من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضاه، فإنما ذاك من من الله تعالى من به علي وأما ما ذكرت من صحبة أبي بكر


(١) البخاري: ٤٣٣٠
(٢) أحمد ٢/ ٤٨٢، ٣/ ٧٦، ١٠٥، ٢٥٣. وقال ابن حجر: وإسناده صحيح، الفتح ٨/ ٥١