للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- وفي حديث أسامة بن زيد لما قتل الرجل الذي قال لا إله إلا الله ورأى أسامة أنه إنما قالها تعوذا قال صلى الله عليه وسلم: «يا أسامة أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله (١)» كررها صلى الله عليه وسلم.

وقد تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم الصحابة أنهم قبلوا من جفاة العرب ممن كان يعبد الأوثان الإقرار بالشهادتين وحكموا بإسلامهم بذلك وكان يؤذن لكثير منهم في الرجوع إلى معاشه من رعاية غنم وغيرها (٢)، يقول ابن حجر: «وفي كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل وكسرى وغيرهما من الملوك يدعوهم إلى التوحيد، إلى غير ذلك من الأخبار المتواترة التواتر المعنوي الدال على أنه صلى الله عليه وسلم لم يزد في دعائه المشركين على أن يؤمنوا بالله وحده ويصدقوه فيما جاء به عنه فمن فعل ذلك قبل منه (٣)».

ثم إن التوحيد شرط لصحة وقبول العبادات جميعها إن وقع شيء من الشرك في شيء منها حبطت كما قال الله: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (٤) وقال: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (٥) وفي الحديث القدسي: «أنا أغنى


(١) متفق عليه، البخاري مع الفتح ٧/ ١١٧ رقم ٤٢٦٩ ومسلم ١/ ٩٧ رقم ٩٦.
(٢) انظر فتح الباري ١٣/ ٣٥٢.
(٣) الفتح ١٣/ ٣٥٣.
(٤) سورة الأنعام الآية ٨٨
(٥) سورة الزمر الآية ٦٥