للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثانيا: العلم بأن كلمة التوحيد لا تنفع قائلها إلا بشروط، هذه الشروط هي حقوقها الواجبة لها اللازمة من قولها، فمن قال: لا إله إلا الله ولم يحقق هذه الشروط لم يحققها، ولذلك سمي قولها شهادة، لأنه لا يكون الخبر شهادة حتى يكون مع علم قاطع مستجمع لشروط الثبوت (١)، ولذلك كذب الله المنافقين لما قالوا {نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ} (٢) قال الله: {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} (٣) لأنهم لم يأتوا بحقوقها، فتسمية قول: لا إله إلا الله شهادة، دال على أن مجرد قولها من غير قيام بحقوقها ليس هو الشهادة التي يريدها الله من عباده ولذلك قيد الشرع الإخبار عن أنه لا إله إلا هو بلفظ الشهادة قال الله: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ} (٤)، وفي حديث ابن عمر «بني الإسلام على خمس: شهادة ألا إله إلا الله .... (٥)» الحديث، وفي الحديث «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله ... (٦)» الحديث.


(١) انظر مدارج السالكين ٣/ ٤٥٠.
(٢) سورة المنافقون الآية ١
(٣) سورة المنافقون الآية ١
(٤) سورة آل عمران الآية ١٨
(٥) متفق عليه، صحيح البخاري مع الفتح ١/ ٤٩ ح٨، ومسلم ١/ ٤٥ ح١٦.
(٦) تقدم تخريجه.