للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الإيمان) (١).

ويقول: (إيماننا معشر السلف: قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان) (٢).

رابعا: تقرير التلازم بين أجزاء الإيمان:

ما تقدم هو ما عليه علماء الدعوة في باب الإيمان، ناقلين له عمن قبلهم من أئمة السلف، وحاكين إجماعهم عليه، ومعلنين اعتقادهم له.

وسواء قيل: إن الإيمان قول وعمل، أو: قول وعمل ونية، أو: قول باللسان وعمل بالأركان، واعتقاد بالجنان، فكل هذه العبارات تأكيد لحقيقة واحدة، وهي أن الإيمان لا تنفك أجزاؤه، ولا يصح إلا بها مجتمعة.

وهذه الحقيقة قد أكد عليها علماء الدعوة، بدءا من إمامهم رحمه الله؛ إذ يقول: (اعلم رحمك الله أن دين الله يكون على القلب بالاعتقاد وبالحب والبغض، ويكون على اللسان بالنطق، وترك النطق بكلمة الكفر، ويكون على الجوارح بفعل أركان الإسلام، وترك الأفعال التي تكفر، فإذا اختل واحدة من هذه الثلاث كفر وارتد) (٣).

ويقول: (لا خلاف بين الأمة أن التوحيد لا بد فيه أن يكون بالقلب


(١) حاشية ثلاثة الأصول ٦٠، وانظر: حاشية كتاب التوحيد ٢٤٦، ٢٨٧.
(٢) حاشية الدرة المضية ١٧.
(٣) الدرر السنية ١٠/ ٨٧، ومجموعة الرسائل ٤/ ٣٧.