فالمؤمن مسلم، وأما المسلم فلا بد أن يكون مؤمنا، وإن لم يكن مؤمنا الإيمان المطلق، بل معه بعض الإيمان، وذلك أن الدين ثلاث درجات ومراتب: أولها الإسلام، وأوسطها الإيمان، وأعلاها الإحسان، ومن وصل إلى العليا فقد وصل إلى التي قبلها، فكل محسن مؤمن، وكل مؤمن مسلم، وليس كل مؤمن محسنا، وليس كل مسلم مؤمنا.
والإحسان أعم من جهة نفسه وأخص من جهة أصحابه من الإيمان، والإيمان أعم من جهة نفسه وأخص من جهة أصحابه من الإسلام، فالإحسان يدخل فيه الإيمان، والإيمان يدخل فيه الإسلام، والمحسنون أخص من المؤمنين، والمؤمنون أخص من المسلمين. .
فهذه ثلاث مراتب تندرج فيها أصناف الأمة (١):
المرتبة الأولى: مرتبة الإسلام، وهي المرتبة الأولى التي يدخل فيها
(١) وعلى هذا بنى إمام الدعوة رسالته الشهيرة ثلاثة الأصول، فعرف دين الإسلام بما يشمل مراتبه الثلاث.